عدد الرسائل : 66 اعلام الدول : تاريخ التسجيل : 12/08/2008
موضوع: يوميات رمضان لفتاه 9th سبتمبر 2008, 9:17 pm
يوميات رمضان لفتاه
ينظرُ شقيقي (محمد) إلى وليمةِ الإفطار السنوية التي يُقيمها في منزلهِ أول يوم من كل رمضان كتقليد مقدس لا يجوز المساس به. فيجمع العائلة في منزله الصغير تحت شعار (يا زين الوصل زيناه) ويظل يدخل ويخرج بسعادة بالغة أعجز عن فهم سببها ! ورغم إلحاحي السنوي على والدتي وممارسة كل أنواع الزّن والتنكيل و(التميرض) للتملصِ من حضور هذه المناسبة المرهقة على المستوى النفسي بالنسبة لي ولها، إلا أنها تُصرّ كل مرة على أعداد طبق اللقيمات بدقيق البر التي يحبها محمد، ورص ترامس القهوة و(الشاهي) وأنواع السمبوسة والفطائر ثم تجرني معها جراً قبل الإفطار بنصف ساعة ضاربةً عرضَ الحائطِ بكلِّ مفاهيم الحرية الشخصية وحقوق الإنسان..رافعةً شعار: ( اللي يفرّح عييلي يفرحني) ورغم مرور أكثر من خمسة عشر سنة على تدشين هذا التقليد هي عمر زواج محمد واستقلاله عن العائلة في بيت منفصل، إلا أن لا احد يرغب بالاعتراف بفشله الشديد في تحقيق الهدف المرجو منه وبالتالي إيقافه قبل استنزاف المزيد من الأرواح والطاقات وقطع الأثاث أحيانا (!) ويحدث كل سنة ما أن نتخطى عتبة الباب أن يكون في استقبالنا شيئان لا يتغيران: ريحة زيت القلي الجديد ، و(الجوهرة) مَرْت أخوي . تبادرنا بوجه قايلن كذا ( ) ترتدي جلابية اشترتها مخصوص للمناسبة السعيدة ولسان حالها يقول ( ترا حنا بعد نعرف الزين )، وترفع شَعْرَها بطريقة (طالعوني حتى شويشتي ما فضيت أكدها حسبي الله على الظالم)، تسلمُ على والدتي بطريقة (أشغلتونا بفطوركم لا بارك الله فيكم )، وتسلِّمُ علي أنا بطريقة ( الله من ثقل الدم في ذا االخشة ). تعطينا مقفاها متجهة إلى المطبخ فنهرولُ أنا ووالدتي وراءها نحملُ حافظاتنا، وتظل والدتي تغمزُ لي بأن أشيل وأحط ..و اسوي نفسي كني ما أشوفها فتبدأ بتوزيع الأكل في الأطباق متجاهلة كل الدروس التي ألقيتها على مسمعها قبل لا نجي والتي تندرج تحت بند (النوايا الحسنة لا تكفي يا اميمتي ) بينما تلاحقها الجوهرة بنفس خايسة وهي تزمر : يا خالة خلي الشوربة (ميري) تبي تحطها..لا تطلعين ورق العنب كذا بعدين يخرب .. خلي الفمتو محمد ما يحبه ثقيل .. وتضل تلاحق والدتي المسكينة بجميع عبارات التذمر والاعتراض متجاهلة العبارة الوحيدة التي تريد حقا أن تقولها لنا وأعني بها عبارة: اطلعوا من مطبخي الله يلعنكم ! يدخل شقيقي محمد وعلامات السعادة بادية على وجهه . يُقبِّل رأس أمي بسعادة بالغة ويضل يرحب ويهللّي ويمزح مع والدتي وأحيانا يحملها بفرح طفولي بينما الجوهرة (لاوية) بوزها شبرين على جنب "تهاوش في الشغالة الضعيّفة" بلا سبب مفهوم. ثم وبدون أن يتعلم من الدروس السابقة يأبى إلا أن يقول تلك العبارة الخطيرة التي تفتح علينا بوابات الجحيم كل مرّة: -" وش مقعدتس بالمطبخ يا اميمتي؟ انتي تتكّين في المجلس وكلشن يجيتس لين عندتس.." فجأة تتوقف الأرض عن الدوران بطريقة ليست (نِزارية) بالمرة . و يسود الوجوم فلا نكاد نسمع إلا (نشقات ) ميري وهي تعيد غسل الملاّس الذي مُحِطتْ به قبل قليل – يا حياة الشقى- وتبدأ حواجب (الجوهرة) بالطلوع والنزول لا إراديا تحت تأثير (الديالوج) الداخلي الذي يدور في عقلها الباطن عند هذا الحد ندرك أن موعد خروجنا من المطبخ قد أزف، فنهرول أنا ووالدتي مسرعتين إلى المقلط متجاهلتين صوت الجوهرة التي تنتظر- جزاها الله خير- إلى أن نغيب عن الأنظار قبل أن تبدأ بالاستنزال ما ان يسألها محمد: - عسى ماشر يام تركي وجهتس متغير ؟ - ما فيني شي ... وش فيني يعني ؟؟ الحين أنا ما قلت لك ما نبي عجينة سويتز للسمبوسة مهيب زينة ولانيب اعرف ألفها ؟؟ مافيه شين قد طلبته وجاني زي ما ابي ؟؟ هذا وانا ما طلبت شيّن لنفسي مغير أكرف من صباح الله خير كني خدامة لك ولعيالك ولأهلك ؟؟ انا ما ناديت أحد ولا عزمت أحد .. أمي اللي هي أمي ما بعد باركتلها بالشهر وياليت يبين بعينك !! والحبيبة أختك ورا ما تقوم تساعد ولا على يديها نقش الحنا ؟؟ أنت دايما كذا ..ماتشوفني شيّن ابد.. وكلامي ما يجوز لك، وأقول لك بع أسهم أنعام القابضة ولا ترد علي ،لو اني يهودية كان ما عاملتني ذا المعاملة، أصلا ما تخليك أمريكا كان يطغسك بوش مثل ماطغس صدام ، حسبي الله عليه من نصراني ، المسلمين يذبَّحون في كل مكان والمطر ما ينزل كله من ذا البنطلونات اللي تلبسهم أختك المخزية .... وصلة كاملة يقف أمامها أخي بكل ذهول يحاول أن (يجمّع) بلا فائدة . وتظل تتحدث خلالها عن كل تفاصيل الحياة المهمة والغير مهمة إلا التفصيلة الوحيدة التي تزعجها فعلا ؟- ليش كائن الـ(الزوجة) كذا ؟؟ في خاطرك شي ابدي به أول بعدين يمديك تسردين تاريخ خيباتك على مهلك! - تقودنا خُطانا المذعورة إلى المقلط وأنا أؤنب والدتي للمرة الألف - أنا ما حفظتك الدرس قبل لا نجي؟ أنا ما قلت لك "نسلّم/نطفح/ نسلّم/نمشي"؟ وش مشكلتك مع ذا الإستراتيجية علميني ؟؟!! فتردد بضعف يفقدني أعصابي: - والله يا بنيتي أني أبي أعاونها مسيكينة تلقينها من أصبحت وهي في المطبخ .. - انتي تبين تجننيني يا ذا الأم !!!! وما أن ندخل المقلط حتى نجد ستة وثلاثين بزر هم مجموع إنتاج إخوتي خلال عشرين سنة من سلسلة الزواجات التي تكالبت على العائلة والتي بدأتها شقيقتي (سارة) بالزواج من عبدا لله ابن خالتي لأنها ذاك اليوم ماذاكرت اختبار الانجليزي وتحتاج لعذر تقدمه للأبله . إلى زواج شقيقي (عبد العزيز) المبكر جدا والذي أضرب عن الطعام حالما أنهى ثالث ثانوي تجاري وفتح محل جوالات معلنا إصراره على الزواج من العوبا (ايمان) والتي يشاع بأنها أول زبونة دخلت المحل وخرجت منه بهديتين: جوال (الزعيم) وقلب (عزيّز) . – - أقول بأننا ما أن ندخل حتى نجد الستة والثلاثين بزر متحلقين حول السماط قبل الأذان بنصف ساعة وبيد كل واحد منهم كاس فيمتو واصل لين اثمه وفي اليد الأخرى ثلاث سمبوسات وكل منهم يسأل والدته بمعدل مرة كل ثلاث ثواني -يمه كم باقي ويذن ؟؟ - الله من البثارة ودك ان الواحد ما يصوم لين يطلع بطاقة أحوال - فتترد في الأجواء عبارات من نوع : يالبى قلبة أول مرة يصوم.. ياحبي للصايمين ياناس .. متجاهلين أنواع تحليقات الشنب المرتسمه على خشخشهم من تاثير الفيمتو! نأخذ لفة سلام على الموجودين من شقيقات وحريم عيال ولا يفوتنا رؤية وجيههم المنصفقة من أثر معركة "قَطّ الكلام" التي تم تبادلها بينهم خلال غيابنا ونحمد الله أن كفانا شر حضورها .. ثم يسود الوجوم وأظل أتجاهل نظرات القز التي تتحفني بها (لطيفة ) مرة أخوي وهي تستغفر كأنها شايفة ابليس ولا ادري هل السبب هذه المرة الفستان القصير الذي ارتديه -دافع ديني- أم التعليقة الالماس التي أعلقها – دافع موب ديني - ولطيفة امرأة (غير لطيفة) على الإطلاق تشيع باني علمانية لأني لا أتعلم طبخ الكبسة وتتحفنا في كل جلسة بوصلة من الخطب الدينية والاجتماعية والسياسية والتي تستمد معلوماتها من الكتابين الوحيدين الموجودين في مكتبتها كتاب (لا تحزن) للقرني وكتاب (الشيف رمزي) وطبعا شريط المحادثة في قناة حواء (!) وهوايتها إبلاش المشايخ اللي يطلعون في التلفزيون بالدقدقة وإثارة مواضيع رائعة ومفيدة للمجتمع من نوعية : - وشرايك يا شيخ في اللي تشقّر حواجبها؟ - ما يجوز - طيب اللي تشقّر اللي بين الحواجب؟! - ما يجوز - على حسب المنطقة الإقليمية للشيخ - - طيب اللي تشقّر الشعرة اللي قبل الحاجب بإشارتين !!! – كل آفه عليها من الله آفة - وأشكل لها مادة خصبة تستمد منها موضوعات الحديث كل مرة .مرة عن البنات الكاسيات العاريات – عندما لبست بلوزة كت - ومرة عن البنات الفاسقات اللي يقلدون الغرب –عندما سجلت ترجمة انجليزي في الجامعة – ومرة عن البنات اللاتي يرغبن بان ينتشر الفساد في الأرض – عندما رفضت الزواج من أخوها البثر – الأمر الذي أجده بالغ السخرية إذ يمكنني أن أقول بأن لطيفة أول مبدع في العالم يكره (مُلهِمَتَه)! يبدأ الأذان فينقض البزارين على السفرة بفوضى عارمة وقلة أدب ويبدأون بالكبكبة واللغمصة والمهاوش على الأطباق ولا يحرك أحد ساكن لتعليمهم آداب الانخراط في مجتمع متحضر ونصمت انا ووالدتي تجنباً لزئير محتمل من أم غاضبة – يبارون الساس - ونبدأ بالفطور بدون (الجوهرة) التي تصر أن لا تقلط معنا حتى نحس بالمعاناة التي كبدناها إياها بحضورنا وتضل تدخل وتخرج وأمي تناديها كل مرة وتجيب بنفس خايسة : - والقدور اللي على النار من يبزاهن ؟ وبعد وصلة الفجاعة التي نشهدها كل مرة يتخللها أنواع (الذب) والهواش السلبي بين الأمهات تجعل الوضع متوتر بطريقة لا تطاق (تمشُّ) كل وحدة من ذا الحريم أيديها وتقوم إما تصلي وإما تبحث عن مسلسل – كلن على حسب حالته البايولوجية - - الحين ذا الدبش كل وحدة عندها بدال الشغالة ثنتين ورا ما يجيبونهم ؟؟ تغمز لي أمي بأن (انطم) وأظف مع (ميري) وأنا ساكتة، فاسحب الأطباق من يدها- الام وليست ميري - وأنا اتحلطم وادفعها دفعا لان تترك كل شي وتذهب لتصلي وما أن تخرج حتى اسحب على (ميري) وافتح التليفزيون – عندي ذبة بنت كلب بس ماش ما عاد اسطي أقولها - ولا يتغير شيء وقت العشاء الا ان الوضع المتوتر بين الكنات قد ينفجر أحيانا بسبب طفل ضرب طفل او طفل عاير طفل او أي شيء بالغ السذاجة والغباء وتشقي والدتي نفسها بمحاولات يائسة لفض النزاع وتهدئة النفوس لا تختلف عن محاولات (عمرو موسى) في شيء، فالثنتين بدون نتيجة وتنتفخ أحداهن على جنب وتضف الأخرى عباتها وعيالينها وتسرع إلى منزلها وتستنزل ثالثة لم تكن مشتركة في المعركة ولكن أجواء الطق تغريها بالاستنزال وأظل أتفرج من بعيد وأنا لا أكاد افهم مايزهقون ؟؟!! الدنيا فيها أشياء ممتعة أكثر من كذا ؟؟ وتنتهي السهرة دائما بنفس السيناريو،اذ يسارع الجميع ما أن ينتهي من الأكل بلملمة بزارينة ومواعينه والعودة إلى المنزل مرددين بالسنتهم أكثر العبارات نفاقا من نوع ( تعيدونه كل سنه انشالله ) وفي قلوبهم ( الله لا يقوله ) وتودعنا الجوهرة بعبارات من نوع ( الله يحييكم هذي الساعة المباركة ) و في قلبها : ( لابوكم لابو من جمعكم ) ننطلق أنا ووالدتي نحمل حافظاتنا الفارغة وما أن نستقر في السيارة حتى انظر إليها بغيظ وأقول : - هاه استانستي الحين ؟ فرّحتي عييلك؟ هذا أنت فوتي علي (جمال سليمان)!! لكن هين .. أفلقيني أن عدتها السنة الجاية !
سحرالصمت عضو فضي
عدد الرسائل : 118 العمر : 36 اعلام الدول : تاريخ التسجيل : 29/08/2008
موضوع: رد: يوميات رمضان لفتاه 12th سبتمبر 2008, 6:58 pm
هذي يوميات معذبه والحريم الله يصلحهن اذا اجتمعوا بمكان لازم من التتش بينهم البيين
30th يناير 2009, 1:04 pm من طرف 
موضوع: يوميات رمضان لفتاه 
(!)
) ترتدي جلابية اشترتها مخصوص
- 
؟ فرّحتي عييلك؟ هذا أنت فوتي علي
والاطفال شيء تاااني
